قافلة كسر الحصار... أم بداية حصار مصر؟

يونيو 13, 2025 - 00:19
 0  4
قافلة كسر الحصار... أم بداية حصار مصر؟

كتب : عماد حمدى

في الوقت الذي تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية في غزة تحت حصار إسرائيلي جائر ومستمر، تخرج علينا مبادرات مثل ما يُسمى بـ"قافلة كسر الحصار"، تحمل شعارات التضامن والدعم الإنساني، لكنها في جوهرها تثير أكثر من علامة استفهام.

المطلوب من مصر — كما يُفهم من الخطاب الموجه — أن تفتح أبوابها وحدها، وأن تسمح بمرور قوافل لا تخضع لأي إشراف دولي أو تنسيق قانوني، بل تتجه مباشرة نحو معبر رفح الحدودي، مع سبق الإصرار على إغفال الطرف الحقيقي للحصار: إسرائيل.

من يُحاصر من؟

السؤال الذي يجب أن يُطرح بوضوح: هل هذه القافلة تهدف حقًا إلى كسر الحصار عن غزة، أم أنها تسعى لكسر مصر سياسيًا ووضعها في وجه المدفع؟

في حال السماح بمرور القافلة دون تنسيق مع الجانب الإسرائيلي، ستكون مصر وحدها في مرمى الاتهامات، بل وفي مواجهة مباشرة محتملة مع إسرائيل، التي لا تتورع عن استخدام القوة حتى في مواجهة المدنيين.

التهجير الناعم... المخطط الأخطر

تأتي هذه التحركات في ظل ضغوط إقليمية ودولية متصاعدة على مصر لتكون "المنفذ الآمن" لغزة، أو بالأدق، المنفذ البديل عندما تُغلق كل الأبواب.

ومع تكرار الدعوات لفتح المعبر دون شروط، يصبح السؤال أكثر إلحاحًا:

هل يُراد لمصر أن تكون البديل الجغرافي لغزة؟

هل يُعاد إحياء سيناريو "الوطن البديل" بشكل ناعم، من خلال "إغاثة" قد تتحول بمرور الوقت إلى إعادة توطين مقنعة للفلسطينيين في سيناء؟

وهل من قبيل الصدفة أن تترافق هذه القوافل مع حملات متزامنة ضد الدولة المصرية وسيادتها على حدودها؟

معادلة الدعم والسيادة

مصر قدمت ولا تزال تقدم الكثير للقضية الفلسطينية، وتحمّلت وحدها عبء احتضان القضية في ظل صمت أو تواطؤ كثير من الدول العربية.

لكن من غير المقبول أن يتحول هذا الدعم إلى باب خلفي لاختراق الأمن القومي المصري،

 تحت غطاء "إنساني".

الدعم الحقيقي لغزة لا يتم عبر المغامرات الإعلامية ولا عبر تحدي سيادة الدولة المصرية، بل من خلال:

الضغط على الاحتلال لفتح معابره.

دعم المسارات السياسية والقانونية لمحاكمة الاحتلال.

وتقديم المساعدات تحت إشراف أممي منظم.

في الختام

من حق غزة أن تعيش بحرية وكرامة، لكن ليس من حق أحد — كائنًا من كان — أن يجعل من سيناء بديلًا، أو من مصر وقودًا لحرب لم تختَرها.

فمن يدّعي أنه يكسر الحصار، عليه أولًا أن لا يصنع حصارًا جديدًا على مصر، لا سياسيًا ولا سياديًا، ولا جغرافيًا.

ما هو رد فعل؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow